|  03-10-09, 08:15 PM | #1 | 
 |  | 
     أيتام 
   
  
   
   أيتـــــام 
 ظل اطفالك في المراب ، ينظفون السيارات مما علق عليها من أوساخ ، ويستابقون لارضاء الزبون ، أخرجوا من المدارس ، قبل ان يتمكنوا من حل الحرف
 - أولادك لا أستطيع تعليمهم
 طوال النهار تسيطر عليك الخشية ان تفقدي احبابا اعزاء ، من اجلهم بقيت صابرة على الهموم ، تجترعين الصعوبات وتسعين للتخفيف عنها في هذا الخضم الطويل ، يم من العذابات لاقبل لك باحتمالها ، تنهمر عليك كما الغيث الشتائي ، وتتركك فريسة للهم والغيظ ، الى متى يمكنك الصبر؟ واطفالك تسرق منهم طفولتهم ، ويقمعون ، وتصادر منهم حقوقهم في التعلم واكتساب المعارف الجميلة.
 - اولادك لايمكن مواصلة تعليمهم
 تفكرين ، ويطول بك التفكير ، لم تحل بك الهزائم؟ ، وتستبد بك الخيبات ، ولم تصدقين ما يزعم لك انه حريص عليك ، وانه مجبر ، لاحول له ولا قوة
 يغسلون السيارات الكثيرة ، الواحدة تلو الاخرى ـ تستطيل همومهم ، وينسون ملاعب الطفولة ، يستحيل الواحد منهم رجلا تعتمد عليه العائلة في كسب رزقها ، وهو في مرحلة اللعب مع الاصحاب ، والجري خلف الاحلام المجهضة ، والصعوبات المنهمرة عليك بلا انقطاع.
 لماذا تحل عليك اللعنات متواصلة؟ ، لاانقطاع بين اولها وثانيها وانت لم تذنبي ابدا ، بقيت قائمة بواجبك طوال حياتك ، ولم تضري احدا.
 يخرجهم من المدارس بحجة انه لايملك النقود لدفع الأقساط ، ويحكم على اولادك الضعفاء بمواصلة الهم والسعي خلف الرزق ، وانت حائرة تشتت ذهنك التساؤلات المتعددة، ويمضّك الشعور بالاثم الكبير ، كيف انك صمتي حين اخرج الاولاد الصغار من مدرستهم ،وحكم عليهم بالسعي لاطعامه ، والجري خلف الرغيف العسير، على من بلغ الحلم وشب عن الطوق
 - تعبت ، وحق عليهم ان يعينوني
 ولدك الصغير في السن السابعة ، تعلم حديثا كيفية نطق الحروف ، وانت موزعة لاتملكين دفع الضر ، او تأخير الأذى عن فلذات صغار، اوشكت القوة الظالمة ان تودي بهم، وتتركهم في غياهب مسقبل مظلم ،لااحد يعرف عنه شيئا
 سيارات كثيرة ، واولادك يسارعون في ارضاء أصحابها ، يصّبون الماء، يزيلون الغبار .ويمنحون اجرة عالية :
 - خذ يا ولدي ، تستحق هذا واكثر
 يجمع الصغير النقود على بعضها ، تتسع ابتسامته وهو يمني النفس ، انه سوف يقدر، على تحقيق بعض الاحلام الطفولية السعيدة ، وابتياع الأمور التي تجعلك واياه في سعادة ، وتأتي بالهناءة الى نفوس اخوته الصغار.
 - سأشتري لكم ما تحبون
 سيارات كثيرة ، ولدك الصغير منهمك في الغسل والتنظيف، وازالة ما علق بها من اوساخ ، حرص اصحابها ان تبدو نظيفة لامعة.
 - انت ماهر يا ولدي ، حفظك الله لوالديك
 يغسل ابنك السيارات ، ويسارع الى جمع حصيلة تعب الايام ، عله ينجح في ادخال الفرحة الى نفسك البائسة ، وانقاذها مما وجدته من يتم وشقاء
 - التعليم تكاليفه شاقة علي
 انت في ضنك ، تخدمين في المنازل ، تغسلين الملابس وتنظفين الصحون ، وتدفعين الايجار ، وهو نزيل المقاهي وجليس الغانيات ، ينتقل من زهرة الى اخرى ، يطيل الجلوس ، يتغزل ، يدمن مصاحبة الجميلات والانفاق عليهن من تعب الاولاد وعرقهم .
 السيارات كثيرة هذا اليوم ، ولدك في نشاط كبير ، تعلو محياه البسمة ، لانه سوف يبتاع لكم ما تحبون ،مما حصل عيه لقاء جهد، ومثابرة وعمل
 - ولدك لااستطيع الاستمرار في تعليمه
 وابنك بعد كل سيارة تخرج يسارع الى عد نقوده ، لقد اصبحت كمية كبيرة ،قادرة على تحقيق حلمه في اسعادكم ، وادخال الفرحة الى نفوسكم
 - ساشتري لكم لحما وفاكهة واعطيك اجرة الطبيب يا امي.
 وعلى حين غرة ،تسارع يد كبيرة الى انتزاع ما في يد الصغير
 يبدو الاستغرب واضحا على وجه الصغير ، ينطق بعد ان ابتعد ابوه :
 - لابأس، انه ابي
 | 
 |  |  | 
 |  |   |