| 
    
    تحذيرُه صلى الله عليه وسلم من العلم الذي لا ينفع
    
   
  
   
   تحذيرُه صلى الله عليه وسلم من العلم الذي لا ينفعوقبلَ الدخول في بيان أساليبه في التعليم ، أرى من المناسب أن أذكر كلمةً وجيزة في حَذَرِ هذا المعلِّم الكريم وتحذيره من العلم الذي لا ينفع ، حتى جَعَل ذلك دُعاءً له يدعو به في أكثر أحيانه صلى الله عليه وسلم .
 
 
 
 6 ـ روى مسلم 1 عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهمَّ إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع 2 ، ومن قلبٍ لا يخشع ، ومن نفسٍ لا تشبع ، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها)) .
 
 وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معلِّماً بحالِهِ ومَقالِه جميعاً ، فهذا الدعاء منه تعليمٌ للعالِمِ والمتعلِّم جميعاً أن لا يَتعلَّموا أو يُعلِّموا إلا ما فيه نفعٌ بميزان الشرع الحنيف الأغرّ .
 
 
 
 --------------------------------------------------------------------------------
 
 1ـ 17 : 41 في كتاب الذكر والدعاء (باب في الأدعية) .
 
 2ـ هو العلمُ الذي يؤدّي إلى ضرر لصاحبه أو لغيره من الناس ، فهو مذموم من حيث ما يؤدي إليه ، إذ الوسيلةُ إلى الشرِّ شرٌ بلا ريب. فالعلمُ بالحِيَل والإفساد والطُّرقِ التي يتمكن بهاعالِمُها من إضاعة الحقوق : مذموم يُتعوَّذ بالله منه ، وكذلك العِلمُ الذي يتمكن به صاحبُه من سَرِقة أموال الناس والسطوِ عليها وطمسِ آثار الجريمة فيها : عِلْمٌ لا ينفع ، وهو شرٌّ لا ريب فيه .
 
 فمِثلُ هذا العلم أو ذاك ، الجهلُ به أحسنُ على الإنسان مآلاً من العلم به ، ولا يُنكَرُ كونُ بعض العلم ضاراً لبعض الناس ، كما يَضرُّ لحمُ الطير وأنواعُ الحلوى اللطيفة بالصبي الرضيع ، بل رُبَّ شخص ينفعه الجهل ببعض الأمور . =
 
 = وكم من إنسان خاضَ فُضولاً منه في علم لا حاجة له به ، فاستَضَرَّ به في دينه أو دنياه ، وأضاع فيه جزءاً كبيراً من عمره الذي هو أنفسُ ما يملكه ، وذلك غايةُ الخُسران . وما كان أغناه عن مثل هذا العلم الفضولي ، الذي لو لم يَخُض فيه لكان خيراً له ، فاللهمَّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وجنِّبنا ما يَضرُّنا في ديننا أو دُنيانا ، يا أرحم الراحمين .
 
 مع تحياااااتي
 
 إنسااانه
 
 [لايمكن مشاهده الصور والروابط الا بعد التسجيل ]
 
 |