[روح الورد...]

ذاكرة المكان

المصدر : د. عزيزة المانع


يجهل أولادنا وشبابنا كثيراً من المعارف عن الوطن وما يحويه من أماكن ونباتات وحيوانات, حتى أن إحدى المذيعات الفضائيات لما سمعت اسم بلدة (القنفذة) أصابها (هول ضاحك) ظناً منها أن في الأمر نكتة وأن (القنفذة) يُشار بها إلى البلدة من قبيل التندر.
وهذا الجهل بالوطن يُعمّق الانفصال بين الوطن وأبنائه ويزيد في انفكاكهم عنه, في حين نحن في أمس الحاجة إلى تقوية الرباط بالأرض والأمة, وذلك لا يمكن أن يتم في ظل من هذا الجهل. نحن في حاجة إلى نشر المعلومات وتوسعة دائرة المعارف وتحفيز الشباب والأطفال إلى التعلم حول وطنهم ليزدادوا حباً له والتصاقاً به.
ومن الكتب التي وجدتها نافعة في هذا المجال كتاب بعنوان (ذاكرة المكان) من إعداد الأستاذ أيمن إبراهيم فودة, وهو كتاب يُمثّل موسوعة صغيرة مزينة بالصور والتعريفات المختصرة للأماكن التاريخية المشهورة والنباتات والحيوانات البيئية وغيرها مما يُيسر المعرفة بكثير مما هو مجهول في الوطن.
وفي الواقع إن هذا الكتاب يوحي بأهمية تأليف موسوعة وطنية شاملة عن الوطن بحيث يختص كل جزء منها بجانب منه, كأن يختص أحد أجزائها بالبيئة الجغرافية والمدن والمناطق التاريخية وما شابه ذلك, والآخر يختص بالبيئة الطبيعية كالنباتات والحيوانات والثالث بالعادات واللباس والأطعمة, وهكذا.
إن مكتبتنا الوطنية هي -كما يقول مؤلف الكتاب- تفتقر إلى مثل هذا النوع من المؤلفات التي يتوقع أن تكون متاحة في متناول الجميع سواء على رفوف المكتبات المدرسية أو في داخل المنازل