لإنترنت قلب حياتي رأساً على عقب.. لقد كنت قبل الإنترنت فتاة اجتماعية جداً.. جداً، كثيرة الزيارات والخرجات كنت أخرج في الأسبوع (على الأقل أربع مرات أو خمساً في أيام العطل) أزور فيها الأهل والمعارف والصديقات أحضر المناسبات ويبادلونني أيضاً الزيارات وأخرج مع أهلي لقضاء نهاية الأسبوع في الحدائق والمنتزهات وإن جلست في البيت (أمارس العديد من الهوايات التي لا حصر لها بالنسبة لي ولا داعي هنا لتعدادها).
وكثيراً أيضاً ما كان التواصل بيني وبين جاراتي في جميع أوقات اليوم يعني أريد أن أقول إني كنت لا أترك مناسبة تفوتني.
أيضاً كنت كثيرة القراءة للأدباء الإنجليز (بحكم دراستي للأدب الإنجليزي) والجرائد باللغة الإنجليزية حتى لا أنسى ما درسته، أيضاً كنت من المتابعات للأخبار بدقة متناهية وبشكل دائم حتى إني كنت أعرف الخبر قبل أن ينتشر، لكن بعد الإنترنت تغير الحال وصدق الذي قال ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
لقد أصبحت أقضي الساعات الطوال (وأنا أمامه لا بارك الله فيه) انعدمت زياراتي للصديقات ولكي أكون واقعية (قلت بدرجة ملحوظة) حتى إن إحدى قريباتي تخبرني قبل يومين حين كانت في سابع تقول إن هناك العديد من المعارف يسألون عنك ويتساءلون أين هي؟ ولماذا لم تعد كما كانت؟ يعني بالمختصر المفيد قلت زياراتي للجيران والأهل والصديقات.. وبصراحة لي سنة تقريباً ما أمسكت كتاباً واحداً يعينني على تذكر ما درست (والإنجليزي إذا ما انتبه له ينسى بسرعة) كما أني اقتطعت ساعتين من فترة نومي لأجل خاطر عيون النت لأن الساعات التي أقضيها ما تكفي.. وما أقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله.
أسأل الله أن يعينني إن شاء الله وأرجع كما كنت لأني فعلاً لست راضية عن حالي في شيء كما نسيت أن أقول إنني قبل النت استطعت أن أحفظ حوالي 17 جزءاً من القرآن الكريم في ظرف سنة والآن لي سنة ما قدرت أحفظ آيتين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.