حتى الملائكة ما خلوهم بحالهم((قصه عجيبه))

[مجنون بس حنون...]

حتى الملائكة ما خلوهم بحالهم((قصه عجيبه))

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


تدور أحداث هذه الحكاية في أحد محلات بيع الذهب و المجوهرات، حيث كان صاحب المحل قد فتح باب محله منذ الصباح الباكر و أخذ يمسح الزجاج الداخلي و الخارجي للمحل. و أثناء ما كان منهمكا في تنظيف و ترتيب محتويات محله، دخل عليه رجل ذو لحية بيضاء.. يلبس ثيابا ناصعة البياض.. و يضع فوق رأسه عمامة ليس بها شىء سوى البياض الشديد. أخذ ينظر إلى عقد كبير من الماس كان قد وضع بعناية داخل صندوق نحاسي فاخر، فتوجه اليه صاحب المحل على الفور و سأله عما إذا كان بإمكانه مساعدته في إيجاد ما يطلبه. و هنا ابتسم له ذلك الرجل و أشار بيده إلى العقد الماسي. و في تلك اللحظة دخلت سيدة على عجلة من امرها و سألت صاحب المحل عن ثمن خاتم ذهبي كان معروضا في واجهة المحل. فقال لها صاحب المحل مشيرا الى الرجل ذي اللحية البيضاء: ((أنتظري قليلا يا سيدتي حتى انتهي من خدمة هذا الزبون)). نظرت اليه السيدة باستغراب ثم خرجت غاضبة دون ان تنطق بكلمة واحدة. لم يعرها صاحب المحل اهتماما و هم بإخراج العقد الذي أشار اليه الرجل ذو اللحية البيضاء. و أثناء ما كان يقوم بذلك، دخل إلى المحل رجل و زوجته يريدان السؤال عن أسعار بعض الحلي، فقال لهما صاحب المحل كما قال للسيدة التي خرجت منذ لحظات: ((أنتظرا لحظة واحدة من فضلكما، فقط انتهي من هذا الزبون و سأكون في خدمتكما)). أخذ الرجل و زوجته يلتفتان إلى زوايا المحل يمنة و يسرة.. ثم نظرا إليه و قالا له: ((أي زبون هذا؟؟ يبدو أنك لا تريد ان تبيع اليوم)). و خرجا من المحل غاضبين ايضا.

هنا ثارت شكوك صاحب المحل، و أمتلأ قلبه خوفا و هو ينظر إلى الرجل ذي اللحية البيضاء الواقف أمامه. فما كان من ذلك الرجل إلا أن بادره بالحديث قاءلا له: ((لا تخف يا بني و لا تجزع.. فما من احد تمكنه رؤيتي هنا سواك)). فقال له صاحب المحل و قد ازداد قلبه رعبا: (( من انت و ماذا تريد مني))؟! فرد عليه: ((لقد جئت كي أبشرك بالجنة.. و كي أعلمك بأن الله سيجزيك في الحياة خير جزاء بأعمالك الصالحة)). فقال له صاحب المحل و وهو غير قادر على تمالك نفسه: ((هل انت ملك))؟! فهز الرجل ذو اللحية البيضاء رأسه و قال له: ((نعم..و ما جئت هنا إلا من أجلك)). فقد صاحب المحل السيطرة على مشاعره و اجهش بالبكاء و أخذ يحمد الله على هذه البشرى العظيمة التي زفت إليه، ثم قال للرجل ذي اللحية البيضاء: ((هل من سبيل لرؤية مكاني في الجنة))؟! فقال له: ((بل أصبر حتى تلاقي ربك)). فقال له صاحب المحل: ((قلبي يتفطر شوقا و لا استطيع أن اصبر)). و هنا أخرج الرجل ذو اللحية البيضاء منديلا ناصع البياض من جيبه و قال لصاحب المحل/ ((خذ هذا فإن فيه من رائحة الجنة.. و ستصبر إنشاء الله)). فما كان من صاحب المحل إلا أن امسك بذلك المنديل و أخذ يشمه بنفس عميق.. ثم ما لبث ان وقع على الارض فاقدا وعيه.

عندما أفاق من غيبوبته - بعد زمن- و نهض على قدميه، كان الرجل ذو اللحية البيضاء قد اختفى من أمامه. و لما أمعن النظر قليلا اكتشف ان جميع القطع الذهبية و المجوهرات التي كانت في محله قد اختفت تماما و لم يعد لها اي اثر على الاطلاق! بعبارة أخرى.. اكتشف صاحبنا أن محله قد تعرض لسرقة كبيرة و أن كل ما شاهده سابقا - من رجل ذي لحية بيضاء.. إلى السيدة التي تريد خاتما.. الى رجل و زوجته يريدان السؤال عن أسعار بعض الحلي - كان جميعه مجرد تمثيلية قام بها رهط من المجرمين و النصابين.. و قد انطلت حيلتهم على عقله و أدت إلى خسارته كل ما يملك!!

إنشالله عجبتكم هالحكاية
صح ما توقعتم النهايه نكون جذي

المصدر: منتديات لمني بشوق - من قسم: (✿) يُحْكَى أَن ..