03-18-06, 11:51 PM
|
#1
|
|
هل يمكن صنع السلام مع اسرائيل؟
هل يمكن صنع السلام مع إسرائيل؟
الدكتور محمد جميعان
لا شك أن السلام هدف استراتيجي،تسعى أليه الأمة كما الفرد ابتداء من سلام الإنسان مع نفسه الذي يخلق السكينة وينتج الفكر ويوسع الآفاق ويولد الأفكار الذي من شأن كل ذلك أن يحقق الرخاء..
هذه الاستراتيجية تقوم على ثلاثة قواعد مرتبة؛أولها إعادة الحقوق بما يرضي ويشكل قناعة للسلام وثانيها قناعة الأطراف جميعها أن هذا السلام عادل يحقق التعايش بينهم،أما ثالثها فهو حقن الدماء وبناء علاقات سليمة وطبيعية بينهم.
ولا يمكن بناء هذه الاستراتيجية بشكل معكوس يخالف طبائع البشر فالقناعة لا يمكن أن تتحقق مالم تعود الحقوق ويستقر الوجدان الذي يدفع الأطراف جميعها نحو بناء علاقات طبيعية ليس بين الحكومات التي أقامت تلك العلاقات ولم يتحقق السلام بل بين الشعوب التي هي تصنع السلام الحقيقي.
ومع ذلك قبل العرب الرسميين بالسلام ووقعت الاتفاقيات( تحت ظروف سياسية سادت في حينها)والتزموا به وجعلوا منه تشريعا أملا في حل القضية وتحقيق السلام ولم يكن باستطاعتهم خلق قناعان شعبية بهذا السلام رغم المحاولات والتحايلات لتحقيق ذلك لان البناء كان مخالفا لقواعد الأصول..
إلا أن الاسرائيلين لم يرق لهم ذلك ولم يعيدوا الحقوق وأمعنوا في القتل وهدم البيوت والاعتقالات بشكل أجرأ فاق أضعافا ما كان موجودا قبل عملية السلام وكأن عملية السلام كانت غطاء ينتضرونه لممارسة فضائع لم يقدموا عليها في السابق ويكفي أن أشير إلى حالات الاغتيال بالقنص المباشر بالطائرات وبالذات اغتيال الشيخ احمد ياسين ذلك الرمز وما يعنيه من بعد عقائدي وإنساني وتأثير معنوي لا يمكن لعدو عاقل يسعى إلى السلام أن يفكر في تصفيته.. فكيف باغتياله وهو خارج بعد صلاة الفجر من بيت الله ..في حين أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا على هذا الفعل من قبل رغم انه كان مسجونا لديهم!!
لقد قدم للاسرائيلين أقصى ما يمكن تقديمه بل وما اعتبر تفريطا وتنازلا غير مقبول من قبل آخرين ولا يمكن تقديم ما هو أكثر منه بإجماع المراقبين ومع ذلك كان مصير الرئيس عرفات الحصار والنهاية المعروفة للجميع..
وبعد الم يصل هذا السلام إلى حائط مسدود أثخن بالجراح والذكريات المؤلمة..قبل أن تصل حركة المقاومة الإسلامية/ حماس إلى السلطة،بل إن نجاحها كان يعتمد إلى حد بعيد على برنامجها المقاوم الذي هو رد فعل على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه عملية السلام التي استنفذت ولم يعد من الحكمة والسياسة البناء عليها لا سيماء في ظل المستجدات السياسية والدولية والميدانية سيما انسحاب إسرائيل غير المشروط من جنوب لبنان وقطاع غزة ولابد من بناء عملية سلام حقيقية تأخذ القواعد على أصولها إذا أردنا أن يتحقق السلام ويأخذ طريقه إلى الناس وقناعتهم..
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
|
|
|
|
|