ما
أرخص الدم العراقي
توالى خلال الاسبوعين الماضيين مسلسل فضائح الاحتلال والحكومة السابقة وفظائعهما بحق الانسان
العراقي الذي أذاقه الطرفان ألواناً شتى وأصنافاً متنوعة من العذاب والهوان الذي لم يستثن مواطناً إلا وأصابه بنفسه أو بقريب منه على مختلف العلائق الاجتماعية والمهنية
وغيرها، بحيث لا يجد الواحد منا مجالاً للتفكير في وسائل دفع هذا الشر المستطير حتى تترى عليه الحوادث فتنسيه قديمها بحديث يحفل في كل مرة بجديد، ولا جديد يخفى على المتابعين وإنما هو جديد على تلك الفئات من السياسيين والاعلاميين الذين طالما أصروا على تجاهل هذه الجرائم ومحاولة التقليل من أهمية الانتقادات الموجهة لكلا الطرفين الضالعين فيها (الاحتلال) و(حكوماته) المتعاقبة.إن جرائم حديثة والاسحاقي وبعقوبة على مستوى الاحتلال، وسجون الداخلية على مستوى الحكومة وآخرها كشف خفايا سجن بعقوبة؟ كل هذه الجرائم لم تبق حجة لمتحجج أو ذريعة لمتذرع فقد اسقطت هذه الجرائم كل (أوراق التوت) عن الاحتلال والحكومات المتعاقبة، ووضعت الجميع أمام مسؤولياتهم احتلالاً وحكومة ومنظمات انسانية وحقوقية وإعلاميين فالتجاوزات على حق الانسان
العراقي في الحياة فاقت كل المستويات التي يمكن تسجيلها وبلغت مداها الأبعد الذي لا يمكن أن تذهب أبعد منه بعد ذلك. والعلامة الفارقة لأغلب هذه الحوادث والقاسم المشترك هو وقوع الاطفال ضحايا لها كما هو ظاهر في مجازر حديثة والاسحاقي وبعقوبة، وهذا تطور خطير من حيث حجمه لا من حيث نوعه فقد وقع سابقاً الكثير منه وعلى فترات متفرقة ولكن المميز في هذه الحالات الثلاث هو كثرة عدد الأطفال الذين ذهبوا ضحية هذه الحوادث الاجرامية؛ فقد كان الاسبوعان الماضيان بحق اسبوعين لاراقة دم الطفل
العراقي واهدار كرامة المرأة العراقية .
حذيفة الفلوجي ....