من فضائل القرآن

[قلب حزين...]

من فضائل القرآن

لفضيلة الاستاذ الدكتور سيد نوح رحمه الله

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا سيد الأنبياء وإمام المتقين ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد النبي الأمي ، وعلى آله وأصحابه والسالكين سبيله والداعين إلى دعوته ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد :-
فكلنا يعلم أن القرآن الكريم كتاب الحياة .... بدليل قوله ( أفمن كان مَيْتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون )
وبدليل ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )
كيف يكون كلام الله ؟! وما دام كلام الله فهو روحٌ من روح الله عز وجل - وقد قال سبحانه ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوا نهدي به من نشاء من عبادنا ... ) .
الحديث عن دور القرآن في حياة الناس حديث طويل جداً ، لكننا هنا سنتحدث عن فضائل القرآن والعيش معه ، مسند الدارريّ ، كتاب فضائل القرآن
ـ للقرآن : تلاوة وحفظً وفقهاً وعملا ، عدة فوائد .....،
الفائدة الأولى : - أن القرآن إذا كان شاقاً على الإنسان ويصعب عليه فله أجران وإذا كان سهلاً عليه فإنما هو مع السفرة الكرام البررة .
في الحديث "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران "
الفائدة الثانية :- قلوبهم عامرة بالسكينة والطمأنينة والأمن والأمان والذين لايقرأون القرآن قلوبهم خاوية .
في الحديث " الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب "
يُسأل الشيخ من الجلوس ( هل الحفظ مهم؟) الجواب نعم لكن الحفظ مهم جداُ المسلمين لما أوذوا في الجمهوريات الإسلامية كان يُحال بينهم وبين المصحف ،وفي الصين إلى الآن ... حينما يذهب أحد من العلماء والدعاة إلى الصين يقولون له هل معك مصحف ويهمسون في أذنه بذلك خفية ويأخذون منه مصحف ويقطعوه بينهم كل واحد يأخذ ورقة أو بعض الورق ليحفظ منها ويقرأ فيها !!
فورقة القرآن كانت عندهم أغلى من الدنيا وما فيها .
فنحن في حاجة أيضاً إلى الحفظ بأي كم وأي قدر من الحفظ !! أي حاجة تحفظها الإنسان مهمة – فقد يحال بينه وبين المصحف بسبب أولأخر .
أبن تيمية عندما سجنوه منعوه من كل كتبه وحتى المصاحف !! فكان القرآن في صدره وهو نوره ... وكانت آخر آيات قرأها وبُشّر بها آخر سورة القمر (إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند ملك مقتدر *) وقد قرأ القرآن في سجنه ثمانين مرة وقد كتب له بالبشرى في آخر حياته رضي الله عنه .
الفائدة الثالثة :- أن الذين يقرؤون القرآن يوسّع الله بيوتهم ويحفظها وتحضرها الملائكة وتطرد منها الشياطين ( أو تهجرها الشياطين )
ففي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا ًقال "إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجرهه الشياطين ويكثر خيره أن يُقرأ فيه القرآن )
1- يستع البيت 2- تحضره الملائكة 3- تطرد منه الشياطين 3- يكثر خيره وعلى العكس صحيح ولا نريد العكس !!
الفائدة الرابعة :- أن هذا القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة ويحليه بحليه الكرامة
في الحديث "إن هذا القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة ويقول القرآن يارب حله حلّية الكرام فيحله حلية الكرامة ، ويقول يارب أكسه كسوة الكرامة فيكسوه كسوة الكرامة ويقول يا رب ألبسه تاج الكرامة فيلبسه تاج الكرامة ويقول يارب إرض عنه فليس بعد رضاك شيء " ويسأل الشيخ : ولمن يتلوا القرآن ولم يحفظه ؟ فيقول نعم ممكن أهم شيء العمل به .
وهنا الكرامة على العمل .
الفائدة الخامسة :- إن تلاوة ثلاث آيات أعظم من أن يجد الإنسان في بيته ثلاث نوق سمان ( تحلب ) تهدى إليه ..!!
في الحديث " أيحب أحدكم إذا أتى أهله أن يجد ثلاث خلفات سمان ( نوق تحلب ) قال نعم يا رسول الله فقال فثلاث آيات يقرأهن أحدكم خير له منهنّ "
الفائدة السادسة :- جاء في الحديث " أن قارئ القرآن والمتعلم ، تصلي عليهما الملائكة حتى يختما السورة فإذا قرأ أحدكم السورة فليؤخر منها آيتين حتى يختمها كي تصلي الملائكة على القارئ والمقرئ "
أي يتركا آيتين لتظل الملائكة تصلي عليهما ثم يدخلا في السورة الأخرى :- "فليؤخر منها آيتين كيما يختمها .."
ويزداد في هذا الأمر ، أن على القارئ أو المستمع أن يتركا من كل سورة آيتين ولا يختما السورة حتى تظل الملائكة تصلي عليهما وتستغفر لهما .., ويكمل التلاوة في المصحف كله على هذا الحال ... وعند الختام يقرأ الآيات التي يتركها في كل سورة والحكمة من ذلك لتظل الملائكة تستغفر له وتصلي عليه ..
الفائدة السابعة :- أن الله لايعذب قلباً وعى القرآن .
وعى القرآن (حفظ القرآن وعمل به )
في الحديث :" اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لايعذب قلباً وعى القرآن أي لا تستغنو عن تلاوة القرآن أبداً ولا تغرنكم هذه المصاحف التي بين أيديكم وأملؤا به قلوبكم ورطبوا به ألسنتكم" .. وعلينا أن نحفظ القرآن ولا نتكل على المصاحف . أي لا تعتمدوا على المصحف وأن نظل نحفظ لنستغني في يوم من الأيام عن المصحف .
الفائدة الثامنة :- أهل القرآن هم أفضل الناس .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير كم من تعلم القرآن وعلمه "
الفائدة التاسعة :- الأجر مضاعف ..
في الحديث " من قرأ القرآن ولم يفقه فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر فإن فقه بعضه ولم يفقه البعض الآخر فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشرين ، فإن فقهه كله فله بكل حرف حسنة والحسنة بثلاثين "
في الحديث الآخر " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف .."
الفائدة العاشرة :- يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نور في قلبه " نور يفرق به بين الحق والباطل – نور في وجهه- نور على الصراط يوم القيامة ..قال تعالى ( ..نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفرلنا إنك على كل شي قدير )
( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات... ) الحديد
الفائدة الحادي عشرة :- أنه شفاء من كل داء .
قال - صلى الله عليه وسلم - " في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء " كيف هذا الشفاء ؟
إما أن الإنسان إذا قرأها يشفيه الله فعلاً أو يدل على من ييسر له الشفاء أو طبيب يكون سبباً في الشفاء من المرض . أنا رأيت أخاً كان وزيراً للعدل في الإمارات كان عنده ألم في بطنه لم يشف منه أبداً !! وقال أنه قرأ لابن القيم ( أن أم الكتاب ( الفاتحة ) إذا قرئت على ماء زمزم سبع مرات فإذا شربها العبد موقناً بها شفاه الله من كل داء )
فلا بد من اليقين من الله هو الشافي ، وأن الشفاء ليس في الفاتحة بل هو من عند الله ..."
فيقرأ كل مرة على ماء زمزم !!
فقال فعلت ذلك ولم أشتكِ من بطني أبداً بعدها ً!!
الفائدة الثانية عشرة :- أنه يحفظ صاحبه من الشيطان .
في الحديث " ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله بريق أو براقً " أي خائف ومرعوب .
فعلينا أن نقرأ بهذه النية وهي إخراج الشيطان من البيت :-
وفي الرواية الثانية " من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتين بعد آية الكرسي ، وثلاث من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يُقرأ على مجنون إلا أفاق إلا أن يكون قد سبقه من الله قضاء "
هذه كلها أحاديث لا أتحدث من رأسي وقد قال الشيخ ذلك لأنه كان يقال له في المحاضرة هل هذا الذي تقوله حديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنمهما الزهراوان ، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان ... " تعلموا بمعنى تقرؤون - تحفظون – تفهمون .."
"وإن القرآن يلقي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه القبر كالرجل الشاحب ، فيقول له هل تعرفني ؟ فيقول ما أعرفك فيقول أن صاحب القرآن الذي أظمئتك في الهواجر ، و أسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة ، فيعطي الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويُكس والديه حلتان لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بما كسينا هذا ؟ فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له إقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود مادام يقرأ هذا كان أو ترتيلا "
"نتعلم نرتل ونحفظ "
وهذا الحديث في فضل البقرة وآل عمران والقرآن كله .
الفائدة الثالثة عشرة:- أن يحفظ من الدجال
في الحديث " من قرأ أواخر سورة الكهف أوأوائلها أو قرأها كلها فقد حُفظ من الدجال "
ففيها دعوة للتوحيد والتحمل في سبيل الله وبالطبع تقرأ يوم الجمعة إلى الغروب
في الحديث "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق "
الفائدة الرابعة عشرة :- يكون سبباً في بناء أقل شيء قصر في الجنة وأكثر شيء لاحد له .
في الحديث (سيدنا عمر يرويه) ، عن سيعد- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة ، ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران في الجنة ، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة قصور في الجنة ، قال عمر: والله يا رسول الله إذاً لنكثرن قصورنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الله أوسع من ذلك ".

المصدر: منتديات لمني بشوق - من قسم: (✿) نَفَحَات رَوُحَانِيّه